السبت، 14 فبراير 2009

الكفيف المبصر

-لا تجهد نفسك بالشفقة علي فأنا مرتاح وسعيد...ومتأقلم جدا مع كوني بنظر الكل كفيف



ولا يعنيني الفرق ما بين الازرق والأحمر

و لعلمك ليس بالعين فقط يمكن للإنسان أن يري



-باغتني بهذه الكلمات وأدهشني أني بالفعل كنت أشعر بالشفقة عليه فقد كان يبدو شابا وسيما أنيقا وآلمني أن يفقد بصره وهو مازال في هذا السن ولكني لم أتكلم ولم أفعل ما يدل على إشفاقي عليه!!



- نظراتك هي من دلتني على أنك مشفق علي ...شعرت بها علي جلدي تربت علي...كم أنت حنون



فقليل من يشعر بمعاناة الآخر في هذا العالم...لكن صدقني لست أنا من يحتاج الشفقة فأنا أدرك ومن يتعامل معي يدرك أني بلا عينين ,أماالمسكين من يملك عينين لكن لا يعلم أنها لا تكفيه لكي يبصر



من منا أهل للشفقة؟ من منا عاجز؟...من يفقد نور العين أم من يفقد نور القلب؟؟



ستقول بأني لا يمكن أن أمشي وحدي !!! أين؟؟في طرقات مدينتكم..يكفيني أن أمشي وحدي بدروب العقل



,يكفي برغم بأني كفيف أن أعلم أين الله وأدرك كيف يكون الحب ..



هل تقدر كل عيون العالم أن تعلم أين العدل وأين الحق إن أطفئ نور القلب؟؟؟



صدقني



من يفقد نور القلب وحده أهل للشفقه أما من يفقد أنفا أو أذنا أو حتي عينين



فليحمد ربه طول العمر أنه لم يفقد نور القلب ومازال فؤاده ينبض بالحب



هل أدركت المعنى الان ..معني أن تصبح إنسان وليس مجرد آله تحمل خمس حواس



أو حتى ست أو سبع حواس ..إن الفرق هو الإحساس



إن الكاميرا تلتقط الصورة لزهرة تتفتح في يوم ربيع مشمس



..وبنفس الدقة تلتقط الصورة لطفل مذبوح غارق ف الدم



لم تحلم أن تهدي الزهرة لقلب حبيب



ولم تتمنى أن تنقذ هذا الطفل من أحضان الموت



وجهاز التسجيل قد يعرض زقزقة عصافير وبلابل



وبنفس اللحظة يعرض أنات ونحيب لأم ثكلى ,



لن يرقص طربا من تغريد البلبل



ولن يبكي بحرقة مع تلك الام






وكذلك نصف شعوب العالم تحمل عيون وآذان



لكن لاتعلم أن جميع حواس الدنيا لا تكفي كي تصبح إنسان





.

.


يبدو أننا وصلنا للمبنى الذي أريده فأنا أشم رائحته المميزة



أشكرك وآسف على إزعاجك بكلماتي الحمقاء تلك ..و...أتمني أن أقابلك مرة أخرى



-لم أنطق.. وإنما نظرت له بدهشة وإعجاب ولوحت له مودعا.. وكأني إقتنعت أنه يرى



وما أن دخل المبني هممت بالإنصراف فلمحت لافته معلقة على المدخل مكتوب عليها



مستشفى الأمل لعلاج الأمراض النفسية والعصبية !!!
****
****
"أول محاولة لكتابة قصة قصيرة"

هناك تعليق واحد: