الجمعة، 20 فبراير 2009

هل الجنس البشري حقاً يستحق الاحترام؟؟

دعك من الاجابات النموذجية الجاهزة التي تتحدث عن العقل والتفكير والاختيار دعك منها فهي كالأغذية المحفوظة ومطاعم التيك أواي ضررها أكثر من نفعها ...أنا أتحدث عن واقع ,عن رحلة دامت ملايين السنيين . هل حقاً الإنسان أرقى من الكائنات الأخرى ؟هل هو أرقى من الفيل مثلاً؟ ذلك الكائن الضخم الجبار الذي لا يعتدي على أحد والذي يحيا في مجموعات كبيرة وفق قوانين وتشريعات صارمة ويحترم حدود القبائل الأخري ثم هو يواجه الموت بثبات عجيب ,فحين يشعر بدنو الأجل يذهب إلى المقبرة بكامل إرادته وينتظر هناك بشجاعة حتى الساعة المحددة.
هل الإنسان أرقى من الخيول؟! أو من الدولفين؟! أو حتى من الأسد الذي لايهاجم إلا ليشبع جوعه ولا يمارس الصيد أبدا بغرض المتعه والتسلية.
ثم وهذا هو الأهم هل العقل وحده أوالتفكير كفيل بترجيح كفة الإنسان على بقية المخلوقات بغض النظر عن السلوك والأخلاق؟ وأيهما أهم في التقييم فكر الإنسان أم سلوكه؟ وبطريقة أخري أيهما كان أعظم ألفريد نوبل أم حاتم الطائي؟؟ وهل الذكاء والإبتكار أهم للإنسان أم النبل والإيثار والشهامة؟؟ ثم تعالوا لنري ماذا أفادتنا الاختراعات والإكتشافات ؟؟هل زادت من سيطرتنا على الطبيعة ؟؟ هل نجحنا فى القضاء على المرض مثلا؟؟ إننا كلما إكتشفنا علاجا لمرض ظهر لنا ثلاثة أو أربع أمراض جديدة ليس لها علاج وستبقي الطبيعة دوما تسبقنا وستظل الفجوة بيننا غير قابلة للرتق.
إن الطبيعة تجرنا وراءها بقضيب من الصلب غير قابل للإلتواء وكلما أبطأنا أبطأت وإذا أسرعنا أسرعت لتظل المسافة الفاصلة بيننا ثابتة ولا يصيبنا من الإسراع سوي اللهاث والارهاق و.... تعجيل النهاية.
وأنظر حولك وتأمل العالم اليوم جيدا لتتأكد من كلامي, أنظر الى تصحر الأرض والاحتباس الحراري وإنتشارأمراض الإيدز والسرطان أنظر الى عنف الأعاصير والفيضانات والزلازل عما كانت عليه فى الماضي أنظر الى كم الدماء والموت والدمار في عصر الذرة والنانو الثانية ,انا لا أقلل من قيمة التفكير العلمي والاختراعات ولكني في المقابل لا أعول عليها كثيرا فى تأكيد رقي الإنسان عن بقية الكائنات وأرى أن النظرة المتأنية والحيادية كفيلة بإقناعنا بأن الإنسان أسوأ من سكن الأرض وهو أكثر من أساءوا اليها وأخلوا بتوازنها على الإطلاق.
وارى من وجهة نظري الخاصة أن بعض صفات الانسان وسلوكياته تهبط به الى أدني الدرجات في ترتيب رقي الكائنات الحية (مع الإعتذار لداروين) حيث إنفرد الانسان وحده مجموعة من السمات القبيحه والكريهه كالحقد والحسد والغل والتشفي, وهي صفات إستأثر بها الانسان حتي عن الكئنات الوضيعة مثل الحشرات والأفاعي, فلم نسمع أبدا أن أفعي قد أشعلت النار في أفعي أخري لأنها من أنصار الفريق المنافس أو عن بومة تضع عصا في مؤخرة بومة ثانية لمجرد الاستمتاع بملامح الذل التي تعتلي وجهها ولا رأينا أبدا كلبين من كلاب حراسة الغابة يتسابقان في صفع كلب ثالث على وجهه بقذارة ووقاحة كما رأينا عندنا فى عالم الانسان وحتي لو حدث ذلك فلن يحدث أبدا أن يخرج أحد الكلاب السابقين في برنامج الغابة اليوم ليدافع عن فعلتهم الدنيئة ويبررها.
وحتي الصفات الجيدة التي يحملها الانسان فإن كثير من الكائنات الأخرى تشاركه فيها فالحب والمودة والتضحية ليست حكرا على بنوا البشر بل أن بعض الصفات الجميلة تتفوق فيها الكائنات الأخرى على الانسان كالصبر عند الجمال والوفاء عند الخيول وليست الصفات الفردية فقط ,بل حتي السلوكيات الجماعية تتفوق فيها الكائنات الأخري علينا فالغزال الوردي يمارس نوع من الديموقرطية وإحترام الاخر لا نجده في أكثر دول العالم تحضرا ورقيا فالقطيع لا يغادر المرعي نهائيا إلا حين يرفع 62% من الغزلان رأسهم عن النباتات وتتوقف عن الأكل وكذلك فإنه إذا أتي مرعى ووجد جماعة أخري تأكل فيه فإنه يتركه بسهولة وسرعة حتي وإن لم تلوح في الافق ملامح مرعي آخر فى المنطقة ,وهكذا نجد أن الإنسان بنظرته الانانية البحته قد خلق تلك الكذبة المفضوحة وصدقها وإقتنع بها.
وأخيرا أترك لك عبارة للكاتب الأمريكي مارك توين لتتأملها جيدا وتنظر إلي أي مدى يمكن أن يصل الإنسان في ترتيب الكائنات الأكثر رقيا يقول مارك توين"الانسان حيوان ناطق لكنه لم يصل الى المستوي الأخلاقي "الرفيع "للوحوش فالوحش يقتل بدافع الجوع أما الانسان فيقتل بدافع الحقد أو بدوافع أخرى ليست عادلة كدافع الجوع"
ها؟؟

هناك تعليقان (2):