السبت، 20 ديسمبر 2008

رباعية الشهر

حاسب من الأحـزان وحاسـب لهـا
حاسب علـى رقابيـك مـن حبلهـا
راح تنتهـى ولابــد راح تنتهـى
مـش انتهت أحـزان مـن قبلهـا ؟
!!عـجبى

يعني إيه كلمة وطن؟

إن أردت أن تدرك قيمة أي شئ تمتلكه .....إفقده
هذا تحديدا هو ما حدث معي حين غادرت مصر بل بالتحديد حين تحدد موعد مغادرتي لها ,وقتها شعرت بحنين غريب لها وأتسعت حدقتي فى محاولة يائسة وأخيرة لإستيعاب كل ما أستطيع من تفاصيلها ,واخذت أتلفت حولي أثناء سيري بالشوارع كأني سائح يزورها لأول مرة وتزوقت كل مابها من جمال حتي ما لم أراه جميلا من قبل فتحولت الي عاشق ولهان يرى كل ما في حبيبته رائع ومثير وينظر لها دوما بحنين يشوبه حزن دفين لإقتراب موعد الرحيل
وفي المطار حين إرتقيت سلم الطائره شعرت بأن شيئا ينتزعني من نفسي وألقيت نظرة أخيره على القاهرة فوجدتني مازلت هناك بالأسفل, كل ميل تقطعه الطائره يزيد من ألمي كأن خلاياي مشدودة بخيط خفي الى حبات تراب الوطن, ومنذ تركتها ولا يحلو لي لي نداء مصر إلا بكلمة "الوطن" أجد لها وقعا قويا ومعبرا على نفسي
يعني إيه كلمة وطن؟ سؤال باءت بالفشل كل محاولاتي للإجابة عليه منذ سمعته من محمد فؤاد في أغنيته التي تحمل نفس الاسم وإلي الآن وأنا أحاول أن أجيب علي هذا السؤال يعني إيه كلمة وطن؟ كلمة عميقة ومعقدة تشعر بها ولا تفهمها ...ولا أدري لماذا أشم رائحة التراب والعرق كلما إستغرقت فى تأملها

الخميس، 18 ديسمبر 2008

من جوايا1

فقدت الكثير من مرحي المعتاد , أتغير ....أتغير بشدة أفقد كل يوم جزء من نفسي , تدريجيا يتغير كل ما في لون بشرتي ,نظرتي ,طريقة كلامي, عملية تحول مخططة وبطيئة وواثقة ,قلت قدرتي على السخرية أنا الذي كان يسخر من كل شئ ...لم أعد ذلك الشخص الذي كنته ,الحقيقة مرعبة والواقع مرير وقاسي الآن أدرك أهمية النظارات الشمسية والضباب والستائر , الغربة كائن أخطبوطي يلتهمني ببطء وتلذذ,حنيني للوطن يستهلكني يطحنني لحما وعظما, أحلام اليقظه هي زادي في تلك الايام ,أهرب بها وإليها ...أغمض عيني ...أغرق فى حلم جديد ,أكسب ثروة ضخمة وأعود للوطن أحقق لأهلي كل أمنياتهم المؤجلة ...أشعر بالراحة والرضا ....أفتح عيني فيصفعني منظر الغرفة بجدرانها البيضاء الباهته وشرفتها التي تطل على لاشئ , يخنقي ذلك الفراغ الزي يحيط بي ..أنا لا أنتمي لهذا المكان ..تركتني ف الوطن وجئت هنا أبحث عن شئ لا يعنيني , حتى جنوني الذي كنت أفتخر به لم أعد امارسه .لا أدري ما الذي ملأ رأسي بتلك الافكار وجعلني أصدق أني مميز, أني غير عادي وأني نادر الوجود ...الآن أفتش في نفسي بلهفة لاأجد إلا كل ماهو عادي وتقليدي..ما كان من المفترض أن يكون طبيعيا أصابني بالإحباط .لم أمسك نفسي من قبل متلبسا باتخاذ قرار , مذكرة دفاعي معده مسبقا والشهود موجودون وأنا أولهم ,كل ما في حياتي لم أقم به,لم أكن أبدا طرفا فى الأحداث , كنت دائما مفعولا به لا فاعلا , باستمرار كنت ذلك المشاهد الخامل الكسول , لم أجرؤ أبدا على مجرد التفكير فى المشاركة , المشاركة تعني الكثير .. تعني أن أتحيز لموقف , أن أكسب طرف وأخسر الآخر.. تعني أن أن أختار وانا لم يكن عندي استعداد لدفع مقابل الاختيار ...هذا لم يكن اختياري على أية حال , إمتناعي عن المشاركة لم يكن إختياري ..كان فقط هو الاسهل هو الوضع القائم والموجود ,مذكرة دفاعي جاهزة وقوية والبراءة مضمونه فشلي الدراسي كان بسبب مشكلاتي الاسرية , وفشلي العاطفي كان بسبب حبيبتي الضعيفة الانهزامية التي تخلت عني ,أما سفري وغربتي فكان بسبب حال البلد وغياب الواسطه.. مذكرة دفاعي دائما جاهزة , حتى مشكلات المستقبل مبرراتها معي أحتفظ بها دائما , وعلى استعداد في كل لحظه لتقديمها لمن يهمه الامر.الآن فقط أدركت سر المتعة التي أستمدها من روايات علاء الديب وكآبتها الآن أدركت سر التوحد الذي أشعر به مع أبطاله الحائرون التائهون الآن أدركت كيف لمست ذلك الضياع الذي يتخبطون فيه ولماذا تعاطفت معهم وبكيت لهم وعليهم .........الآن أكثر من أي وقت مضي.