الخميس، 18 ديسمبر 2008

من جوايا1

فقدت الكثير من مرحي المعتاد , أتغير ....أتغير بشدة أفقد كل يوم جزء من نفسي , تدريجيا يتغير كل ما في لون بشرتي ,نظرتي ,طريقة كلامي, عملية تحول مخططة وبطيئة وواثقة ,قلت قدرتي على السخرية أنا الذي كان يسخر من كل شئ ...لم أعد ذلك الشخص الذي كنته ,الحقيقة مرعبة والواقع مرير وقاسي الآن أدرك أهمية النظارات الشمسية والضباب والستائر , الغربة كائن أخطبوطي يلتهمني ببطء وتلذذ,حنيني للوطن يستهلكني يطحنني لحما وعظما, أحلام اليقظه هي زادي في تلك الايام ,أهرب بها وإليها ...أغمض عيني ...أغرق فى حلم جديد ,أكسب ثروة ضخمة وأعود للوطن أحقق لأهلي كل أمنياتهم المؤجلة ...أشعر بالراحة والرضا ....أفتح عيني فيصفعني منظر الغرفة بجدرانها البيضاء الباهته وشرفتها التي تطل على لاشئ , يخنقي ذلك الفراغ الزي يحيط بي ..أنا لا أنتمي لهذا المكان ..تركتني ف الوطن وجئت هنا أبحث عن شئ لا يعنيني , حتى جنوني الذي كنت أفتخر به لم أعد امارسه .لا أدري ما الذي ملأ رأسي بتلك الافكار وجعلني أصدق أني مميز, أني غير عادي وأني نادر الوجود ...الآن أفتش في نفسي بلهفة لاأجد إلا كل ماهو عادي وتقليدي..ما كان من المفترض أن يكون طبيعيا أصابني بالإحباط .لم أمسك نفسي من قبل متلبسا باتخاذ قرار , مذكرة دفاعي معده مسبقا والشهود موجودون وأنا أولهم ,كل ما في حياتي لم أقم به,لم أكن أبدا طرفا فى الأحداث , كنت دائما مفعولا به لا فاعلا , باستمرار كنت ذلك المشاهد الخامل الكسول , لم أجرؤ أبدا على مجرد التفكير فى المشاركة , المشاركة تعني الكثير .. تعني أن أتحيز لموقف , أن أكسب طرف وأخسر الآخر.. تعني أن أن أختار وانا لم يكن عندي استعداد لدفع مقابل الاختيار ...هذا لم يكن اختياري على أية حال , إمتناعي عن المشاركة لم يكن إختياري ..كان فقط هو الاسهل هو الوضع القائم والموجود ,مذكرة دفاعي جاهزة وقوية والبراءة مضمونه فشلي الدراسي كان بسبب مشكلاتي الاسرية , وفشلي العاطفي كان بسبب حبيبتي الضعيفة الانهزامية التي تخلت عني ,أما سفري وغربتي فكان بسبب حال البلد وغياب الواسطه.. مذكرة دفاعي دائما جاهزة , حتى مشكلات المستقبل مبرراتها معي أحتفظ بها دائما , وعلى استعداد في كل لحظه لتقديمها لمن يهمه الامر.الآن فقط أدركت سر المتعة التي أستمدها من روايات علاء الديب وكآبتها الآن أدركت سر التوحد الذي أشعر به مع أبطاله الحائرون التائهون الآن أدركت كيف لمست ذلك الضياع الذي يتخبطون فيه ولماذا تعاطفت معهم وبكيت لهم وعليهم .........الآن أكثر من أي وقت مضي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق