الأربعاء، 4 مارس 2009

تفخيخ المعتقدات

لا تشغلني الاشياء المبهمة أو التي تثير حيرة الجميع بقدر ما تشغلني الثوابت والمعتقدات التي ورثتها ومارستها وكنت أتعامل معها على أنها أشياء مسلم بها .... وكثيرا ما احاول أن أسأل أسئلة قد تبدو عبيطة كأسئلة الاطفال التي تنسف معتقدات الآباء وتظهرهم كالبلهاء من عينة "هو ربنا فين ؟؟طيب هو شايفنا إزاي؟؟" وتيتا لما ماتت راحت فين وهترجع إمتي؟" انني مازلت أذكر أن عمر "أخي الأصغر" قد سأل أمي يوما "هو سيدنا محمد يقرب إيه لربنا؟" وكيف إحتارت أمي ولم تستطع إجابته وهي تلك الاسئلة التي تحرم بتقدم العمر ويحجم الشخص عن تكرارها برغم أنه لم يجد إجابتها ...والتحدي هنا أن نعيد نبش هذه الأسئلة ونحاول ان نجد إجابتها و نحاول أن نفهم
إنني أحاول أن أعيد بناء تفكيري من جديد أحاول أتبني المنهج التفكيكي أن أمحو كل ما تم حشره في عقلي في الصغر عن العدل والخير والجمال والدين والجنس وكل القيم والمبادئ التي تلقيتها وآمنت بها دون أن أفكر فيها أو أسأل هل هي حقا كما قالوا عنها ثم أبدأ من جديد... أتفحص الفكرة ...أقلبها.. وأضعها تحت الميكروسكوب قبل أن أقتنع بها وأؤمن بها , وساعتها سيكون إيماني بها قويا راسخا .
إننا ننظرفى كاس الماء او العصير قبل أن نشربه لنضمن أنه نظيف وغير ملوث فكيف نقبل أن نؤمن بأفكار القدماء والكبار على علاتها دون أن نتفحصها ونتأكد من سلامتها ,
من أكثر الأشياء التي تستفزني أن أجد شخص مقتنع بفكرة ما وكل حجته أنه تربي على ذلك ونشأ فوجد أباؤه يؤمنون بتلك الفكرة
إنها نفس الحجة القديمة التي دائما ما رددها القرآن الكريم على لسان المشركين"هذا ما وجدنا عليه آباءنا " والقرآن الكريم رددها مرارا وتكرارا ليحذرنا أن نقع في نفس الخطا الذي وقع فيه المشركين و ليذكرنا دائما أن إعتناق أباءنا لفكرة ما ليس أبدا ضمانا لصحتها وان كون الفكرة جديدة لا يعني أنها خاطئة وكونها قديمة وموروثة لا يعني مطلقا أنها صحيحة,
إننا نتناقل منذ اجيال عادات وتقاليد وأمثال بالية وفاسدة وكل حجتنا في ذلك أنها موروثة عن أجدادنا.
أليس الثأر فكرة موروثة عن الأجداد ؟؟أليست زيارة مقابر الاوليا والتوسل بهم فكرة موروثة عن الاجداد؟؟ أليس الاجداد هم من قالوا اللي تعرفه أحسن من اللي ما تعرفوش!! وهو المثل الذي أوقعنا في كارثة الحزب الوطني وإستمراره جاثما على صدورنا لمدة 30عام تقريباوأنظر حولك لتجد مئات الأفكار والمعتقدات والعادات السيئة التي تملأ المجتمع وكل مقومات إستمرارها انها موروثة عن الأجداد فأحجم الكل عن الإعتراض عليها أو حتي مناقشتها.
لماذا يخشي الناس من مناقشة المعتقدات الموروثة حتي و لو كانت دينية , لماذا يرفضون فض أغلفتها وفحصها من الداخل ؟ ألايجب أن نتعود على الجرأة والشجاعة على طرح الاسئلة ؟ألا يجب أن نكف عن معاملة الاسلام على أنه طفل يحتاج الحماية؟.
الإسلام عقيدة قوية وعميقة وهو يملك مقومات الإستمرار والبقاء و لن يهتز حين تناقش مبادئه وحدوده على الملأ وف المنتديات كما أنه لا يحتاج إلي هؤلاء الذين يدعون أنهم حصلوا على توكيل الحديث باسم الدين حصريا ولا يحق لأحد سواهم أن يتكلم او يطرح الأسئلة.
أعتقد أن مجتمعاتنا بحاجة ملحة للمناقشة و للحديث الحر الصريح في كل شئ وخاصة التابوهات الثلاثة الدين والجنس والسياسة هذا ما يخلق النضج والتطور إننا يجب ان لا نخجل من مناقشة أي فكرة مهما بدت مقدسة وأزلية فالمناقشة والتساؤلات أبدا لا تعني الرفض إنها فقط تعني محاولة لأن نفهم لماذا نفعل تلك العادة ولماذا نؤمن بهذه الفكرة ولماذا نعتقد هذا الاعتقاد و الفهم بدوره يؤدي لإيمان أعمق وأقوي .
يجب أن نخلع القدسية عن آراء القدماء وأفعالهم حتي ولو كانوا من الصحابة او كبار العلماء فهم على اي حال بشر يخطئوا ويصيبوا وبالتالي فإن فعلهم لشئ ما ليس قرينه في حد ذاته على صحة هذا الفعل دون تفكير او مناقشة وحين يحاول احد أصدقائي ان يقنعني بفكرة الزوجة الثانية متعللا بأن الامام أبو حنيفة تزوج بعد عودته من جنازة زوجته مباشرة فمن حقي أن انكر هذه الفعلة على امامنا الأعظم واقول أنه إن فعل ذلك فإن الصواب قد جانبه هذه المرة(وإن كنت أشك في صحة هذه الرواية ) وليس من حق صديقي ان يصدم او يتفاجأ من رفضي لتلك الفعلة فإمامنا أبو حنيفة مجرد بشر يصيب ويخطئ ولا ينقص ذلك من قدره العظيم اي شئ .
وإذا كان الله سبحانه وتعالي يقدم لنا الأدلة والبراهين ويخاطبنا بلغة العقل والمنطق ولا عجب في ذلك فهو سبحانه عليم بنا وباننا بحاجه لأن نفهم حتي يكون إيماننا صحيحا وقويا لا أن نصبح مجرد آللات تسجيل تتناقل الأفكار عبر الأجيال دون وعي.... فكيف لبعض عباده أن ينكروا علينا هذا الحق بحجة مصلحة الإسلام وكأنهم هم أولياء امر الاسلام والأعلم بمصلحته.
*
*
*
كان هذا تمهيد للكثير من الأفخاخ التي ستجدونها في المستقبل علي هذه المدونة فأنا أنوي أطرح كل تساؤلاتي وحيرتي بين أيديكم هنا وهي قد تكون غريبة احيانا وصادمة احيانا أخري ولكنها دوما ستكون صادقة وارجو منكم ان تتعاملوا معها بحذر ورفق حتي لا تنفجر .
*
*
(للأمانه العنوان ليس من صياغتي ولكنه من صياغة صديقي المهندس محمد امين وهو فيلسوف وأديب موهوب)

حب

أيتها اللحظة الرائعة التي أغرق أثنائك فى سحر عيون حبيبتي...



أهناك ما يمنع أن تكوني العمر كله؟؟